فصل: فصل في متشابهات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الفلق:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث عُقْبة أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَلاَّ أُخبرك بأَفضل ما تعوّذ به المتعوّذون؟» قال: قلت: بلى قال: «{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}».
وقال: «يا عقبة أَلا أُعلمك سورتين هما أَفضل القرآن، أَو من أَفضل القرآن؟» قال قلت: بلى يا رسول الله قال: «{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}» وقال: فعلَّمني المعوّذتين، ثمّ قرأهما في صلاة الغداة، وقال لي: «اقرأهما كلَّما قمت ونمت». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الفلق مقصودها الاعتصام من شر كل ما انفلق عنه الخلق الظاهر والباطن، واسمها ظاهر الدلالة على ذلك. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {قل أعوذ برب الفلق}:

السّورة مَدَنِيّة.
وآياتها خمس بالإِجماع.
وكلماتها ثلاث وعشرون.
وحروفها أَربع وسبعون.
وفواصل آياتها (دبق).
سمّيت سورة الفَلَق؛ لمفتتحها.

.معظم مقصود السّورة:

الاستعاذة من الشرور، ومن مخافة اللَّيل الدّيجور، ومن آفات الماكرين والحاسدين في قوله: {إِذَا حَسَدَ}.
السورة محكمة. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة الفلق:
382 مسألة:
قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)} عام في كل شيء فما فائدة تكرار {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ}... {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ}... {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ}؟
جوابه:
هو تخصيص بعد تعميم، ليدل به على أن هذه الثلاثة من شر الشرور على الناس لكثرة وقوعها بين الناس. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

ومن المتشابهات: قوله تعالى: {قُلْ} نزلت في ابتداءِ خمس سُوَر، وصار مَتْلُوّا بها؛ لأَنَّها نزلت جوابًا، وكَرّرَ قوله: {مِنْ شَرِّ} أَربع مرّات؛ لأَنَّ شرّ كل واحد منها غير شرّ الآخر. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الفلق:
سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة: {قل أعوذ برب الفلق}. روى النسائي عن عقبة بن عامر قال: اتّبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعتُ يدِي على قدمه فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف، فقال: لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}.
وهذا ظاهر في أنه أراد سورة: {قل أعوذ برب الفلق}لأنه كان جوابًا عن قول عقبة: أقرئني سورة هود الخ، ولأنه عَطف على قوله: {قل أعوذ برب الفلق}(الفلق: 1) قوله: و{قل أعوذ برب الناس} (الناس: 1) ولم يتم سورة: (قل أعوذ برب الفلق).
عنونها البخاري في (صحيحه): سورة {قل أعوذ برب الفلق} بإضافة سورة إلى أول جملة منها.
وجاء في كلام بعض الصحابة تسميتُها مع سورة الناس (المعوّذتين). روى أبو داود والترمذي وأحمد عن عقبة بن عامر قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات» بكسر الواو المشددة وبصيغة الجمع بتأويل الآيات المعوذات، أي آيات السورتين. وفي رواية: «بالمعوذتين في دبر كل صلاة». ولم يذكر أحد من المفسرين أن الواحدة منهما تسمى المعوذة بالإِفراد، وقد سماها ابن عطية سورة المعوذةِ الأولى، فإضافة (سورة) إلى (المعوذة) من إضافة المسمى إلى الاسم، وَوصف السورة بذلك مجاز يجعلها كالذي يدل الخائف على المكان الذي يعصمه من مخيفه أو كالذي يُدخله المَعَاذ.
وسميت في أكثر المصاحف ومعظم كتب التفسير (سورة الفلق).
وفي (الإتقان): أنها وسورة الناس تسميان (المشَقْشَقَتَيْن) (بتقديم الشينين على القافين) من قولهم خطيب مُشَقشق. اهـ. أي مسترسل القول تشبيهًا له بالفَحل الكريم من الإِبل يَهْدِر بشِقْشَقَةٍ وهي كاللحم يبرز من فيه إذا غضب ولم أحقق وجه وصف المعوذتين بذلك.
وفي (تفسير القرطبي) و(الكشاف) أنها وسورةَ الناس تسميان (المقشقشتين) (بتقديم القافين على الشينين) زاد القرطبي: أي تبرّئان من النفاق، وكذلك قال الطيبي، فيكون اسم المقشقشة مشتركًا بين أربع سور هذه، وسورة الناس، وسورة براءة، وسورة الكافرون.
واختلف فيها أمكية هي أم مدنية، فقال جابر بن زيد والحسن وعطاء وعكرمة: مكية، ورواه كريب عن ابن عباس.
وقال قتادة: هي مدنية، ورواه أبو صالح عن ابن عباس.
والأصح أنها مكية لأن رواية كريب عن ابن عباس مقبولة بخلاف رواية أبي صالح عن ابن عباس ففيها متكلّم.
وقال الواحدي: قال المفسرون: إنها نزلت بسبب أن لَبيدَ بن الأعصمَ سَحَر النبي صلى الله عليه وسلم وليس في (الصحاح) أنها نزلت بهذا السبب، وبنى صاحب (الإِتقان) عليه ترجيح أن السورة مدنية وسنتكلم على قصة لبيد بن الأعصم عند قوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} (الفلق: 4).
وقد قيل: إن سبب نزولها والسورة بعدها: أن قريشًا ندبوا، أي ندبوا مَن اشتهر بينهم أنه يصيب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فأنزل الله المعوذتين ليتعوذ منهم بهما، ذكره الفخر عن سعيد بن المسيب ولم يسنده.
وعدت العشرين في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة الفيل وقبل سورة الناس.
وعدد آياتها خمس بالاتفاق.
واشتهر عن عبد الله بن مسعود في (الصحيح) أنه كان ينكر أن تكون (المعوِّذتان) من القرآن ويقول: إنما أُمِر رسول الله أن يتعوذ بهما، أي ولم يؤمر بأنهما من القرآن. وقد جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على القراءة بهما في الصلاة وكُتبتا في مصاحفهم، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في صلاته.
أغراضها:
والغرض منها تعليم النبي صلى الله عليه وسلم كلمات للتعوذ بالله من شر ما يُتَّقَى شره من المخلوقات الشريرة، والأوقاتِ التي يكثر فيها حدوث الشر، والأحوال التي يستر أفعال الشر من ورائها لئلا يُرمى فاعلوها بتبعاتها، فعلَّم الله نبيه هذه المعوذة ليتعوذ بها، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهذه السورة وأختها ويأمر أصحابه بالتعوذ بهما، فكان التعوذ بهما من سنة المسلمين. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الفلق مكية.
وآياتها خمس آيات.
بين يدي السورة:
* سورة الفلق مكية، وفيها تعليم للعباد أن يلجأوا إلى حمى الرحمن، ويستعيذوا بجلاله وسلطانه، من شر مخلوقاته، ومن شر الليل إذا أظلم، لما يصيب النفوس فيه من الوحشة، ولانتشار الأشرار والفجار فيه، ومن شر كل حاسد وساحر، وهي إحدى المعوذتين اللتين كان صلى الله عليه وسلم يعوذ نفسه بهما. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الفلق 113:
مدنية هذا قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وقال قتادة مكية.
وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد.
وكلمها ثلاث وعشرون كلمة ككلم الفيل والمسد.
وحروفها تسعة وسبعون كحروف الناس.
وهي خمس آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.

.ورءوس الآي:

{الفلق}.
1- {ما خلق}.
2- {وقب}.
3- {العقد}.
4- {حسد}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال الفراء:

سورة الفلق:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}
قوله عز وجل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ...}.
الفلق: الصبح، يقال: هو أبين من فلق الصبح، وفرَق الصبح. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد اشتكى شكوًا شديدا فكان يوما بين النائم واليقظان، فأتاه ملكان فقال أحدهما: ما علّته؟ فقال الآخر: به طبٌّ في بئر تحت صخرة فيها، فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث عمار بن ياسر في نفر إلى البئر، فاستخرج السحر، وكان وترًا فيه إحدى عشرة عقدة، فجعلوا كلما حلوا عقدة وجد راحة حتى حلت العقد، فكأنه أُنشِط من عقال، وأمر أن يتعوذ بهاتين السورتين، وهما إحدى عشرة آية على عدد العقد، وكان الذي سحره لبيد بن أعصم.
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}
وقوله عز وجل: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ...}.
والغاسق: الليل {إذا وقب} إذا دخل في كل شيء وأظلم، ويقال: غسق وأغسق.
{وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}
وقوله عز وجل: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ...}.
وهن السواحر ينفثن سحرهن. ومِنْ شَرِّ حاسدٍ إِذَا حَسَدَ، يعنى: الذي سحره لبيدًا. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الفلق:
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}
قوله: {مِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} تقول (غَسَقَ) (يَغْسِقُ) (غُسُوقًا) وهي: (الظلمة). و(وَقَب) (يَقِبُ) (وُقُوبًا) وهو الدخول في الشيء. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الفلق:
1 – {الْفَلَقِ}: الصبح.
3- و{الغاسق}: الليل، و(الغسق): الظلمة. إِذا وَقَبَ: دخل في الكسوف. أي دخل في كل شيء. ويقال: {الغاسق} القمر إذا كسف فاسود {إذا أوقب}: دخل في الكسوف.
4 – {النَّفَّاثاتِ}: السّواحر. و(ينفثن): يتفلن إذا سحرن ورقين. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الفلق:
1 {الْفَلَق} ِ: الخلق كلهم، وقيل: الْفَلَقِ: الصبح.
3 {غاسِقٍ إِذا وَقَبَ}: القمر دخل في الكسوف.
4 {النَّفَّاثات}: السّواحر. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة الفلق:
عدد 20 – 113.
نزلت بمكة بعد سورة الفيل.
وهي خمس آيات.
وثلاث وعشرون كلمة.
وأربعة وسبعون حرفا.
لا ناسخ ولا منسوخ فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {قُلْ} يا سيد الرسل إذا أردت أن تحترز مما تخاف وتحذر {أَعُوذُ} التجئ واعتصم {بِرَبِّ الْفَلَقِ 1} الّذي فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد، والصبح بنور النهار، لأن الليل ينفلق عنه، قال ابن عباس الفلق سجن أو واد في جهنم تستعيذ منه أهل النار، وفيه إشارة إلى أن القادر على إزالة ظلمة الليل عن العالم بفلق الصبح، قادر على أن يدفع عن المستعيذ به ما يخافه ويخشاه، وخصصه بالتعوذ لأنه وقت دعاء المضطرين وإجابة دعوة الملهوفين {مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ 2} ومن شر كل ذي شر وخاصة فتنة الدجال ومن النار، وإبليس وأعوانه من الجن والإنس لأنهم شر الخلق وفيه تنبيه على أن الذي فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد، قادر على أن يجير المستعيذ به من شر خلقه المضلين والضالين {وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ} هو الليل عند اشتداد ظلمته وقد أمر بالتعوذ منه لانتشار الآفات فيه، وانعدام الغوث غالبا {إِذا وَقَبَ 3} اعتكر ظلامه وقيل هو القمر إذا خسف.
أخرج الترمذي عن عائشة أنها قالت: إن رسول اللّه نظر إلى القمر فقال لها: «استعيذي باللّه من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب».
والمراد منه، واللّه أعلم إذا خسف وسقط لأن هذا يكون يوم القيمة وهو جدير بان يتعوذ منه، وهناك أقوال بأنه الحية إذا انقلبت بعد اللسع وغير ذلك، وليست تلك الأقوال بشيء.
{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ} السواحر اللاتي يتفثن {فِي الْعُقَدِ 4} في الخيط الذي يرقين عليه، والنفث النفخ مع قليل من الريق وقيل بلا ريق، وقيل النفث في العقد إبطال العزائم وآراء الرجال بالحيل استعارة من عقد الحبال لأن حب النساء المتغلغل في قلوب الرجال صيرهن يتصرّفن من رأي إلى رأي ومن عزيمة إلى عزيمة فأمر رسول اللّه بالتعوذ من كيدهن ومكرهن.
قال الإمام الفخر: هذا قول حسن لولا أنه على خلاف رأي أكثر المفسرين {وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ 5} أظهر حسده وعمل بمقتضاه.